p> 

وتحضرني هنا قصة مريضتي الريفية الثرية التي جاءت للعلاج من سمنة مستفحلة، وبعد اجراء الفحوص الطبية اللازمة لتقييم الحالة وصفت لها نظاما خاصا في الطعام يضمن لها التغذية السليمة مع خفض الوزن، كما نصحتها بالقيام ببعض التمرينات الرياضية المساعدة. وجاءتني مريضتي في ميعاد المتابعة التالي وهي تحدثني بسعادة عن قيامها باعطاء النظام الغذائي لخادمتها لكي تتبعه، لكنها شكت لي مر الشكوى من أن تلك الخادمة لم تقم باجراء التمرينات الرياضية كما ينبغي! اختارت هذه الفتاة أن تريح نفسها من الحل الذي يلزمها بالانقطاع عن بعض أطايب الطعام كما يلزمها بالحركة والتمرينات الرياضية، واعتقدت أن مجرد قيام خادمتها بالأمر كله سيساعدها في تحقيق هدفها!

 

وبالرغم من السذاجة البادية في هذه القصة الواقعية الفكاهية الا أنه يبدو أن الكثيرين والكثيرات يفضلون نفس الطريقة في حل المشكلة.. القاء المشكلة بالكامل على كاهل شخص آخر أو شيء آخر.. ومن هنا تأتي قصة البحث عن الحبة السحرية.

 

حبة سحرية تأخذها قبل أو أثناء أو بعد تناول الطعام وتحل المشكلة.. مهما عانيت من السمنة فلن تتوقف عن تناول ما تشاء من الطعام.. فقط تناول الحبة السحرية.. ومع ذلك ورغم تناقض ذلك مع كل منطق طبي أو غير طبي ستفقد الوزن الزائد وتعود الى الرشاقة والصحة.. ألم تعد بذلك اعلانات التليفزيون السحرية؟ ألم نر كيف أتت الفتاة الرشيقة الحسناء من الأجازة التي يفترض أنها كانت فيها على سجيتها في تناول الطعام ومع ذلك عادت أرشق مما كانت؟ وكيف تناولتها زميلاتها بنظرات الحسد والغيظ وهن يغبطنها على رشاقتها برغم قيامهن بالريجيمات المختلفة والحرمان من الطعام وممارسة الرياضة؟

 

هي ذات الحبة السحرية التي تعد بها اعلانات الراديو الأمهات اللاتي يشتكين من سمنة أطفالهن الصغار فتقول لهن الاعلانات: الدواء الوحيد المأمون للأطفال تحت سن 12 سنة.. أي أيتها الأمهات ابدأن في تزويد أطفالكن بالأدوية في السن الصغيرة لعلاج السمنة.. وطبعا مع اهمالكن لكل قواعد التغذية السليمة التي تمكن الطفل من تعلم كيف يأكل ويعيش بطريقة صحية في سن لن ينسى ما تعلمه فيها. ولماذا الارهاق وقد جاءت الحبة السحرية لتريح الجميع.. الأم والطفل معا.

 

ويتساءل المرء عن الضمير الطبي الذي يحكم منتجي هذه الأدوية الذين لا يفكرون الا في زيادة ثرواتهم ومبيعاتهم دون التفكير في أي مشاكل يمكن أن يسببها تناول أطفال صغار لأدوية تتلاعب بعمليات الهضم الطبيعية في أجسادهم الغضة دون أدني تفكير في تدريب هؤلاء الصغار على تناول الغذاء السليم الذي يساعد على نمو اجسادهم دون اصابتهم بمرض السمنة.

 

حبة سحرية أخرى تعمل على ارباك مركز الاشباع في المخ كما تربك عمليات عصبية أخرى فتؤدي فيما تؤدي الى زيادة ضغط الدم والعصبية والانفعال.. كل ذلك بغرض الاقلال من تناول الطعام. ولماذا لا نلجأ للارادة والفهم والتعقل لكي نحقق ذلك الهدف؟

 

وهناك مئات الحبوب الوهمية التي يصفها الدجالون الجدد الذين يصفون أنفسهم بخبراء الطب البديل وخبراء التغذية والأعشاب وخبراء أي شيء.. ولا يجرؤ أيهم على الاعتراف بشهاداتهم العلمية غير الموجودة أصلا. وفي هذا هم لا يعرفون أن جسد الانسان شيء مقدس فوق التجريب والعبث والدجل، وأن المجتمع العلمي لم يرتض لأي شخص أن يلمس هذا الجسد أو يصف له علاجا إلا أن يكون طبيبا تخرج في كلية طب معترف بها ومرخص له بمزاولة المهنة.

 

ويعرف الكثيرون ذلك الشاي الذي يسمى بشاي التخسيس وهو مجرد ملين ومسهل لعملية الاخراج.. ولا يعرف الكثيرون أن طريقة عمل هذه الأعشاب هي في رفض الجسم لها ورغبته في طردها عن طريق الجهاز الهضمي اذ تحدث اسهالا، وتلك وسيلة الجسم للتخلص من المواد السامة التي تدخله، ومعها تخرج كل المواد الغذائية التي يكون الانسان قد تناولها قبل تناول ذلك الشاي المهلك، وهنا يعتقد الشخص أنه بهذه الطريقة يفقد وزنا، ويغيب عن تفكيره أن هذه الأعشاب السامة التي يحاول الجسم لفظها خارجه تدمر أيضا الكبد والكلي وغير ذلك من أعضاء الجسم.

 

الحبة السحرية الوحيدة التي يمكن أن تعمل بنجاح لخفض الوزن هي حبة عقلانية ذكية تعمل على المنطق الطبي الخاص والانساني العام، وتتمثل في تحديد كميات الطعام واختيار نوعياته بإرادة صلبة وعزيمة من حديد مع البعد عن مصنوعات البشر الغذائية، والاهتمام بالغذاء الطبيعي الذي خلقه الله عندما خلق الانسان باعضائه التي تتوافق من داخلها مع ما هو موجود خارجها في الطبيعة، مع البعد طبعا عن الحلول الوهمية والتجارية والدجل والدجالين.

(للمزيد راجع http://www.emadsobhi.com/viewtopic.php?t=626

http://www.emadsobhi.com/viewtopic.php?t=7)

قصة البحث عن الحبة السحرية
   

 لم يتفق البشر على هدف بالنسبة لصحتهم كما اتفقوا على أهمية تحقيق وزن الجسم المثالي. ولم يختلف البشر على وسائل للوصول الى هدف أيضا ما مثلما اختلفوا على وسائل الوصول لذك الهدف. ويلهث الناس وراء وسائل عديدة لخفض الوزن، ويتعامى الكثيرون عن الوسيلة الحقيقية الوحيدة التي يمكن أن تحقق خفض الوزن، ويبحثون ويلحون وراء حبة سحرية تكفل لهم القضاء على الوزن الزائد وتعود بهم الى الرشاقة التي يحلمون بها. المهم في أي وسيلة ألا ترهقهم أو تحرمهم وتمنعهم من التمتع بأطايب الطعام بنوعياته وكمياته.