يتطور العلم بسرعة وباستمرار. وينعكس تطوره السريع أولا على الطب الذي يستفيد من هذا التطور بإنتاج وسائل علاج حديثة ومؤثرة. ومن هذا العلاج بالليزر الذي يحقق كل يوم أرضا جديدة ونتائج مؤثرة. وفي مجالات تأثيره الجديدة يأتي الليزر منخفض الطاقة ليضيف جديدا في علاج السمنة، ومساعدة مدمني التدخين، وأيضا في علاج الآلام. 

والليزر الواعد الجديد هو الليزر منخفض الطاقة، ويعرف أيضا بالليزر البارد أو الناعم أو منخفض القوة، أثبت أنه علاج فعال للوزن الزائد وحالات السمنة. والنتائج المتحققة من هذا العلاج مؤثرة للغاية حتى في الحالات التي فشلت فيها الوسائل التقليدية لعلاج الوزن الزائد.

 

والعلاج بالليزر منخفض الطاقة نوع من العلاج الضوئي الذي يستعمل قوة الضوء في التأثير على أماكن محددة في الجسم بغرض تثبيط الشهية ورفع معدل التمثيل الغذائي مما يزيد من نسبة احتراق الدهون بالجسم. وهذا النوع من العلاج بالليزر أجازته إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA مؤخرا بعد التأكد من فاعليته وقوة نتائجه. وتبلغ نسب خفض الوزن بهذه الطريقة 1.5 – 4 كيلوجرامات في الأسبوع، مع اختلاف النتائج بصورة فردية بالطبع حسب كمية خفض الوزن المطلوبة، وأيضا حسب البرامج الغذائية والرياضية المتضمنة في العلاج.

 

ولقد مارسنا في عيادتنا بالقاهرة علاج السمنة والوزن الزائد وأيضا التوقف عن التدخين وعلاج الآلام بالليزر منخفض الطاقة، وهو التخصص الذي مارسناه عمليا لمدة تزيد عن العشرين عاما، كما تعمقنا فيه بالدراسة الأكاديمية عندما حصلنا على دبلوم التطبيقات الطبية والبيولوجية في علوم الليزر من معهد الليزر القومي بجامعة القاهرة، بالإضافة لدراساتنا في علوم التغذية.

 

ولعل من المفيد أيضا أن نذكر أن مساعدة من يريد التوقف عن التدخين بالليزر منخفض الطاقة قد أثبتت نجاحا في كل من أوربا وكندا في العشرين عاما الماضية بنفس النجاح في ممارستنا الطبية في عيادتنا وبنفس النسب تقريبا، إذ أن التوقف عن التدخين يتحقق بنسب تصل الى 85% وذلك خلال أسبوع واحد. وفي هذا العلاج يتم توجيه شعاع الليزر الى نقاط محددة في الأذن وفي بقاع الجسم المختلفة، وهي ذات النقط المستخدمة سابقا في العلاج بالإبر الصينية.

 

والعلاج بالليزر ليس له أية أثار جانبية أو أعراض تتسم بالخطورة، فهذا الليزر يصدر شعاعا من الضوء له طول موجي محدد وطاقة ضئيلة، وعندما يتم توجيهه الى نقاط محددة في الجسم يغلق مستقبلات الإدمان وينشط إفراز المورفينات الداخلية في جسم الإنسان وهي الاندورفينات، وهي مواد كيماوية طبيعية يفرزها الجسم لتحسين المزاج. وبإغلاق مستقبلات الإدمان في المخ وإفراز الاندورفينات تتوقف عن تناول النيكوتين من السجائر بدون أن تشعر بأعراض انسحابية. وهذه العملية تتم بسرعة وسهولة وبدون ألم ولا تستغرق أكثر من ثلاثين دقيقة.

 

وللتوقف عن التدخين تكفي جلستين بينهما أسبوع واحد، بينما يتوقف عدد الجلسات الأسبوعية لعلاج السمنة على كمية الخفض الذي يرغب فيها المريض. أما جلسات علاج الآلام فيتوقف عددها على شدة الألم ودرجة التحسن.

والعلاج بالليزر لا يحدث أي ألم من أي نوع وهو آمن تماما وخصوصا عندما يقوم بالعلاج طبيب متخصص فيه.

الليزر علاج المستقبل الواعد للسمنة .. والآلام والتدخين أيضا