woman-smokingهذه ليست محاولة لاخافة حواء من التدخين ومضاره ، أو من الوزن الزائد وتأثيراته ، أومن القلق ومضاعفاته .. فهذه حقائق معروفة للجميع، لكن التدخين هو فعلا المتهم الأول في الاصابة بالسرطانات المختلفة مثل سرطان الرئة والفم و الحنجرة و المريء والكلية والمثانة والبنكرياس ، كما أنه المسؤوول الأول عن الاصابة بالسدة الرئوية المزمنة ، وأيضا الاصابة بأمراض القلب مثل تصلب الشرايين وانسداد الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم . والجديد ايضا هو أن التدخين يعجل بانقطاع الدورة الشهرية وبالتالي يبكر بانتقال المدخنات الى مراحل عمرية أكبر من سنهن ويسرع بدخولهن الى عالم الشيخوخة. ومع التدخين يساهم القلق وتوترات الحياة في الوصول بسرعة الى مرحلة انقطاع الدورة الشهرية .. فيما يدفع الوزن الزائد بالسيدات الى معاناة أكبر من أعراض انقطاع الدورة الشهرية ، وأيضا الى ولوج مبكر لمرحلة الشيخوخة.

اذا كنت سيدتي من المدخنات وترغبين في سبب وجيه للامتناع عن التدخين ، وأيضا في التحرك نحو خفض وزنك والتقليل من الضغوط النفسية التي تضايقك وتعكر صفو حياتك ، خصوصا اذا كنت تقتربين من سن انقطاع الدورة الشهرية، فانك لن تجدي سببا أهم من هذا .. ذلك أن التدخين يعجل بفشل المبيضين وتوقف هورمونات الأنوثة التي تجعلك تتدفقين حيوية وجمالا ، كما أن القلق والتوتر والسمنة بالاضافة الى التدخين يزيدون بقوة من عدد وشدة نوبات الهبة الحرارية التي تعاني منها النساء أثناء الفترة الانتقالية التي ترتبط بانقطاع الدورة الشهرية . والهبات الحرارية هي احساس مفاجيء بحرارة شديدة في الجزء الأعلى من الجسم ، وغالبا ما تبدأ بدون مقدمات أو أي اشارات تحذيرية ، وهي تحدث في أي وقت من اليوم . والهبة الحرارية أحد أهم الأعراض المصاحبة لانقطاع الدورة الشهرية .

التدخين يقتل البويضات

وأظهرت الدراسات الحديثة أن التدخين يمكن أن يقود الى التوقف المبكر للمبيضين مما يؤدي الى التوقف المبكر للدورة الشهرية ، وهو ما يؤثر على خصوبة وحيوية وصحة النساء بصفة عامة . وكشفت الدراسة عن الميكانيكية التي تشرح كيفية حدوث فشل المبايض في النساء نتيجة التعرض للسموم الكيماوية الموجودة في البيئة عموما ، وفي التدخين خصوصا ، حيث أن النساء المدخنات يعانين مبكرا عن غيرهن من غير المدخنات من انقطاع الدورة الشهرية نتيجة تعرضهن للكيماويات الموجودة في دخان السجائر ، مما يسرع من عملية موت خلايا البويضات في المبايض .

وأظهرت التجارب التي أجريت على فئران المعامل أن مادة كيماوية موجودة في دخان السجائر تتحد مع مستقبلات موجودة في خلايا البويضات ، ويحفز هذا الاتحاد ظهور جين داخل نواة البويضة ، حيث يبدأ هذا الجين في اصدار أوامر انتحارية تدفع البويضة الى القيام بعملية موت الخلية المبرمج فتدمر نفسها ذاتيا . وأوضحت التجارب أن البويضات التي لا تحتوي على هذه المادة الكيماوية أو التي تحتوي على الجين في حالة غير نشطة تقاوم الموت والتدمير مما أظهر الأهمية الوظيفية التي تلعبها كيماويات التدخين السامة في قتل البويضات وفشل المبايض . وللتأكد من جدوى النتائج وامكانية حدوثها في البشر أيضا تم زرع جزء من نسيج مبيض بشري تحت جلد الفئران ، وتعريض الفئران للمادة الكيماوية التي تنتج عن دخان السجائر ، وتم ملاحظة ظهور الجين الذي يأمر بانتحار البويضات أو موتها المبرمج ، وكان حدوث هذه العملية في البويضات الانسانية متشابه تماما مع ماحدث للفئران .

وتؤكد المعلومات الموجودة حاليا أن هذه المواد الكيماوية الموجودة في دخان السجائر هي المسؤولة عن حدوث الانقطاع المبكر في الدورة الشهرية لدى السيدات المدخنات ، نتيجة لموت خلايا البويضات. ويقول العلماء أن هذه الحقائق تدفع الى التفكير في أن المواد الكيماوية السامة الموجودة في الدخان لا تسبب أضرارا عامة غير محددة ، بل أنها تظهر بوضوح كيف تقوم هذه الكيماويات السامة بالتأثير على خطوات جينية محددة تؤدي بالتالي الى موت الخلية بصورة مؤكدة . وتعاني المدخنات من الهبات الحرارية بمقدار الضعف مقارنة بالنساء اللاتي لم يدخن . ووجد الباحثون أيضا أن التدخين يسرع من عملية فقد هورمون الاستروجين وهو السبب المباشر للهبات الحرارية .

القلق يزيد المعاناة

وتعتبر توترات الحياة والقلق أيضا من العوامل الهامة في حدوث الانقطاع المبكر للدورة الشهرية ، ويقوم بعض العلماء بدراسة تأثير الدور الذي تلعبه تغيرات وضغوط الحياة المختلفة ، وهل هي السبب في حدوث الهبات الحرارية أم أنها تسبب فقط زيادة حساسية النساء لهذه الأعراض ، ولاتزال هذه الدراسات في طور البحث . وأظهرت الدراسات أن التدخل العلاجي الذي يهدف الى التقليل من توترات الحياة يمكن أن يقلل من حدوث الهبات الحرارية . وفي دراسة حديثة ، شملت 436 سيدة في فترة ما قبل انقطاع الدورة ، وكلهن لديهن دورات منتظمة ، وأعمارهن بين 35 و 47 عند بدء الدراسة ، تم تصميم الاختبارات لقياس معدلات القلق لدي السيدات المشاركات مع بداية الدراسة ثم بعد 6 سنوات . وفي نهاية الدراسة كان حوالي نصف المشاركات قد أظهرن أعراضا مختلفة مثل اختلاف الفترة الزمنية للدورة الشهرية أو انقطاعها بالكامل ، وزادت الاشارة الى ظهور الهبات الحرارية مع دخول السيدات للفترة الانتقالية وعدم انتظام الدورة الشهرية تمهيدا لانقطاعها . ويعتبر هذا الانقطاع دائما بعد مرور 12 شهرا على آخر دورة . ولاحظ العلماء أن معدلات القلق كانت مرتبطة بحدوث الهبات الحرارية وعدد مراتها وشدتها ، فأظهرت السيدات اللاتي كن يعانين من درجات متوسطة من القلق معاناة من الهبات الحرارية أكثر بثلاثة مرات من النساء ذوات المعدلات الطبيعية ، بينما أظهرت النساء اللاتي يعانين من معدلات أعلى من القلق معاناة تبلغ خمسة أضعاف . ويعتقد العلماء أن لهذه النتائج فائدة علاجية للاعراض المصاحبة لتوقف الدورة الشهرية مثل الهبات الحرارية وخصوصا بين السيدات اللاتي يرفضن تنناول العلاج الهورموني التعويضي حيث يمكن التركيز على علاج القلق والتوترات النفسية كوسيلة للتقليل من الهبات الحرارية المصاحبة لانقطاع الدورة الشهرية . ومن ضمن العلاجات المقترحة مضادات الاكتئاب التي تعمل عن طريق زيادة معدلات السيروتونين مثل عقار البروزاك .

البدينات يعانين أكثر

ومن الثابت أن السيدات البدينات يعانين بمقدار الضعف من أعراض انقطاع الدورة الشهرية مثل الهبات الحرارية مقارنة بالسيدات من الأوزان المعتدلة ، وهن يعانين من هذه الأعراض مبكرا وبصورة يومية وشديدة . ويفسر العلماء هذه الظاهرة بارتفاع درجة الحرارة الداخلية لأجسام البدينات وبالتالي معاناتهن بصورة أكبر من الهبات الحرارية . وكلما زادت نسبة البدانة ، زادت هذه الأعراض بصورة أكبر .

واذا كان توقف الدورة الشهرية هو من علامات التقدم في السن التي لا يمكن التفاوض معها ، الا أن المدخنين وزائدي الوزن يظهرون علامات عضوية على التقدم في السن والشيخوخة أكثر من هؤلاء الذين يتمتعون بالرشاقة وغير المدخنين ، وذلك هو ما أظهرته دراسة حديثة . حيث ظهر في هذه الدراسة أن هناك ما يسمى بالتوليمرز “Tolemers” وهو جزء من الحمض النووي الذي يغطي نهايات الكروموسومات في الخلية ويقوم بحمايتها ، وكلما انقسمت الخلية فان هذا الجزء يزداد قصرا حتى يختفي نهائيا مما يجعل انفسام الخلية غير فعال ويزيد من مخاطر الاصابة بالأمراض ، وهي ظاهرة تحدث بصورة طبيعية مع التقدم في السن . وأظهرت الدراسة أن كلا من التدخين والسمنة هي عوامل خطر هامة في اصابة الانسان بالعديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة ، حيث أوضحت هذه الدراسة أن التوليمرز في السيدات البدينات والمدخنات يكون أقصر بصورة ملحوطة عن السيدات الرشيقات وغير المدخنات ، وبلغ الفارق بين البدينات وغير البدينات ما يساوي 8.8 سنة مقارنة بالتغير في طول التوليمرز ، بينما بلغ الفارق بين المدخنات وغير المدخنات 4.6 سنوات . وتقرر الدراسة أن تدخين علبة من السجائر يوميا لمدة 40 عاما ينقص ما يقارب 7.4 سنوات من العمر .

ومن المعروف أنه في حالات زيادة الوزن تتراكم الدهون في أنسجة الجسم ، فتنخفض حساسية هذه الأنسجة لهورمون الانسولين ، مما يؤدي بالبنكرياس الى زيادة كمية هذا الهورمون ، وتقود هذه الزيادة الى الاحساس بالجوع مما يستدعي المزيد من الأكل وبالتالي الى مزيد من السمنة ، كما أن هذه الزيادة في هورمون الانسولين تؤدي الى استثارة المبيضين للقيام بافراز كمية كبيرة من الهورمونات الأندروجينية "الذكورية" مما يؤدي الى ظهور الشعر الزائد في مناطق غير مرغوب فيها مع ظهور أكياس صغيرة متعددة بالمبيضين ، وتعرف هذه الحالة باسم "تكيس المبايض المتعدد" ، وتقود زيادة هذه الهورمونات الى اضطراب الدورة الشهرية والى العقم المؤقت الذي يمكن علاجه بزوال أسباب تكونه ، وأولها خفض الوزن والتقليل من تناول الأغذية الكربوهيدراتية مثل السكريات والنشويات . وهذه الاضطرابات الهورمونية اذا ما تركت بدون علاج قد تقود الى الانقطاع المبكر للدورة الشهرية بصورة دائمة .
وكما يؤثر الوزن الزائد في التبكير بانقطاع الدورة ، فان هذا الانقطاع يؤثر في زيادة الوزن بدوره، حيث وجدت الدراسات أن انخفاض مستويات الهورمونات الأنثوية (الاستروجين والبروجستيرون ) يؤدي الى زيادة الوزن . ويعلل الباحثون هذه الظاهرة بأن غياب هذه الهورمونات يؤدي الى زيادة تناول الطعام بنسبة 67 % مما يزيد الوزن بمقدار 5 % خلال أسابيع فقط ، مع امكانية استمرار هذه الزيادة مع مرور الوقت . كما لاحظ الباحثون زيادة هورمون الليبتين Leptin والذي تفرزه الخلايا الدهنية ، وهو يلعب دورا هاما في عملية تناول الطعام . ومع غياب وظائف المبيضين بعد انقطاع الدورة الشهرية تحدث تغيرات في عملية التمثيل الغذائي للجسم يخضعها العلماء للدراسة في الوقت الحالي .

الوقاية في التمرينات الرياضية

واذا كان التدخين والقلق والوزن الزائد عوامل تعجل بانقطاع الدورة الشهرية فان التمرينات الرياضية لها دور فعال في الوقاية من أعراض هذا الانقطاع ، الى جانب الامتناع عن التدخين وعلاج القلق وتوترات الحياة وخفض الوزن الزائد .

ولا توجد فترة عمرية أهم من تلك التي تسبق انقطاع الدورة الشهرية لكي تراجع فيها المرأة حياتها وتبدأ في تبني برنامج للتمرينات الرياضية بصورة جدية . والرياضة تقلل من الأعراض المباشرة لانقطاع الدورة ، وتقلل من مخاطر الاصابة بأمراض القلب والدورة الدموية ، وهشاشة العظام ، والبدانة . والتمرينات المفيدة في هذا المجال هي الأيروبكس وما يشابهها من رياضات مثل المشي السريع وركوب الدراجات والسباحة والتجديف ، وتدريبات المقاومة العضلية والشد مع مراعاة الفروق الشخصية عند تصميم برامج التمرينات للأشخاص المختلفين باختلاف قدراتهم الجسدية . وهذه التمرينات يجب القيام بها يوميا ، وتكون شدتها حسب لياقة المتدربة ، ويتم التدريب لمدة 20 -60 دقيقة في كل مرة ، وتبدأ وتنتهي بايقاع بطيء حتي يتم التسخين في البداية ثم التهدئة في النهاية . وبالنسبة للسيدات غير المعتادات على ممارسة الرياضة فان البداية تكون بممارسة المشي المريح لمدة 15 دقيقة ، وذلك ثلاث مرات أسبوعيا ، ثم يزاد الوقت والمعدل والشدة باستمرار .

العلاج الهورموني التعويضي

ويتضمن العلاج هورموني الاستروجين والبروجستيرون ، ويعتقد أن معظم الفوائد يتم الحصول عليها من هورمون الاستروجين وحده ، ولكن يتم اضافة البروجستيرون لحماية الطبقة الداخلية المبطنة للرحم ، مع مراعاة عدم استعمال البروجستيرون للسيدات اللاتي أجرين عملية لازالة الرحم حيث تنتفي الحاجة له لعدم وجود الرحم . ويقوم هورمون الاستروجين بتخفيف الهبات الحرارية كما يمنع الاصابة بهشاشة العظام ويقلل من مخاطر الاصابة بأمراض القلب والدورة الدموية ، ويقلل من ضمور الجهاز البولي التناسلي ، ويحسن من المزاج ونوعية النوم . ولكن يجب الحذر عند استعمال هذا العلاج التعويضي لأن هناك موانع لاستعماله خصوصا في حالة الاصابة بسرطان الثدي أو الرحم ، وفي حالة وجود تاريخ مرضي للاصابة بمرض تخثر الدم ، وفي حالة الاصابة بمرض في الكبد ، وحالات النزيف المهبلي الذي لم يتم تشخص أسبابه . وهناك بعض الحالات التي يصعب فيها تناول هذا العلاج مثل اذا تسبب في احداث صداع مثلا . وهذا العلاج التعويضي لا يرتبط بزيادة الوزن ، ولكن الخطر الرئيسي منه هو النزيف المهبلي وهو عرض يمكن علاجه .

 

نساعدك في الامتناع عن التدخين بجلسة ليزر واحدة، اقرأ المزيد على امتنع عن التدخين

السيجارة تهدد شباب المرأة وتقضي على جمالها