نسمع كثيرا في الأمثال من يتحدث عن احضار لبن العصفور كنوع من التحدي والتعجيز ، لاعتقاد العامة أنه شيء غير موجود أو خرافي اذ كيف يكون للطيور لبن؟ p> 

ولكن الواقع يقول غير ذلك ، فهناك لبن للطيور كما للحيوانات ، ذلك ان صغار بعض الطيور تتغذي على افرازات من نوع خاص من والديها ، وخلافا للحيوانات ، فان ذكور هذه الطيور واناثها قادرون على انتاج هذه الافرازات الشبيهة باللبن . واشهر هذه الألبان هو اللبن الذي يفرزه الحمام لاطعام صغاره ، وهو ينتج عن طريق انفصال خلاليا مليئة بالسوائل من الغشاء المخاطي المبطن لكيس رقيق الجدران يكون مخزنا للطعام في نهاية المريء ، وهذا الكيس يسمح للطيور بجمع وتخزين الطعام بسرعة مختصرين بذلك الوقت الذي قد يكونوا معرضين فيه لخطر الاعداء ، وهذا اللبن يكون مغذيا جدا ، وفي تجربة تم فيها اطعام كتاكتيت صغيرة على لبن الحمام كانت النتيجة نموا أكبر بدرجة 16 % عن مثيلاتها التي لم تطعم هذا اللبن . وهو غذاء يحتوي على بروتين ودهون أكثر من لبن البقر ، ويكون هو الغذاء الوحيد للطيور الصغيرة لعدة أيام بعد الفقس، ويتبادل الوالدان اطعام الصغار هذا اللبن لمدة تتعدي الأسبوعين . والحمام الصغير لا يتغذي على الحشرات مثل صغار الطيور من الأنواع الأخرى التي تتغذي على الحبوب ، ولكن هذا اللبن يمدهم بالغذاء الحيوي الغني بالبروتين.

 

 وطيور الفلامنجو  أيضا لها لبن يتميز بدهون أكثر وبروتينات أقل من لبن الحمام ، وافرازه لا يقتصر فقط على كيس المريء بل يشمل أيضا غدد تبطن كل القناة الهضمية العلوية ، وهذا اللبن يحتوي أيضا على كميات كبيرة من كرات الدم الحمراء والبيضاء . وطيور الفلامنجو الصغيرة تتغذي على هذا اللبن بمفرده لمدة حوالي شهرين.

 

 وهناك أيضا طائر البطريق الامبراطور الذي يغذي صغاره على اللبن في بعض الأحيان ، ذلك أن ذكر البطرين هو الذي يحتضن بيضة واحدة بين قدميه ، ويغطيها بطبقة من جلد البطن لمدة شهرين في الشتاء القطبي ، ويكون الذكر صائما بينما تجول الأنثى في البحر للبحث عن الغذاء . واذا لم تعد الأنثي بالغذاء عند فقس البيض يتولى الذكر اطعام الطائر الصغير بلبن يتم افرازه عن طريق المريء . وبعد فترة قصيرة من التغذية باللبن يتولى الذكر اطعام الصغير بالغذاء المجتر من معدته ، متناوبا في ذلك مع الأنثي حيث يذهب كل منهما بدوره الى البحر للصيد .

لبن العصفور