أفكر الآن ,بعد مضي خمسة أشهر على بدء التزامي بحميتي الجديدة, بعد أن خسرت 16 كيلو غراماً من الوزن الزائد, وبعد أن استطعت تغيير معظم سلوكيات حياتي , واكتسبت عادات غذائية مفيدة,وتعهدت لنفسي أن تكون بأفضل حالة أستطيع تحقيقها , بعد أن بدأت اعتياد حجمي الجديد أمام مرآتي وفي خزانة ثيابي , والاستمتاع بمكانتي الجديدة في عيون من حولي …

أتذكر الآن كل المطبّات التي تجنبت التعثر بها في طريقي ,وبأني فعلا ً استطعت التغلب على العديد من لحظات الضعف أمام ضغط عادات الطعام القديمة..

وأحسب أن الطريق مايزال طويلاً وصعباً,ولم يزل عليّ إنزال المزيد من الكيلووات العنيدة المتبقية للوصول إلى هدفي الذي أصبح  مضاعفاً بإضافة هدف صون الإنجاز وعدم تعريضه لأي انتكاسة أو قهقرة نحو الوراء.

وأفكرأيضاً بأن الأبطال الخارقين ليسوا موجودين على أرض الواقع . لكني أؤمن بوجود بطل حقيقي داخل كل إنسان, يجب عليه أن يشجعه ويدفعه للخروج , على الأقل ليعرف حدود قدرته على الإنجاز..

وأدرك جيداً أني صرت اليوم في عيون من حولي بطلة ..!!

لكن لا أعرف كيف أنظر أنا إلى نفسي بعد..وهل البطلة في داخلي تستطيع إنجاز المزيد..؟؟ وهذا بحد ذاته يحملني مسؤولية وعبئاً إضافياً للاستمرار والمحافظة..

كما أني أحياناً بالمقابل , أعيش بعض الاحباط عندما أرصد ردود أفعال الناس حولي ..فمعظمهم صفقوا لإنجازي وأبدوا الإعجاب ثم انتقلوا إلى موضوع آخر ,كانتهاء فيلم ؛ بل المفارقة أن دعواتهم لي ما تزال تـُعَنوَن بأشهى المأكولات وألذ المغريات !! ومنهم القلائل القلائل الذين تأثروا فعلاً بانجازي ,وشعروا بضرورة تغيير وضعهم الصحي أيضاً,ويحاولون ولكن بجهد ذليل ضعيف متحججين بصعوبة الالتزام والتقييد بأي نظام..

ومجمل ما أريد قوله :

.أني تغيرت لكن معظم ما حولي لم يتغير ..بل وثبات بعض الأشياء حولي بات يصعب عليّ قدرة احتمالي ومثابرتي على الاستمرار ,وصار يحتم عليّ تغييرات سلوكية جديدة قاسية,ويجبرني على ارتداء درع حديدي لاأعرف متى أستطيع نزعه..؟؟

فعلى سبيل المثال :لدي الكثير من الأصدقاء,ولكن كي أبقى مرتاحة يجب أن أبتعد عمّن يرفضون تغييراتي السلوكية في سلوكهم….كيف سأتسلى مع أصدقاء تسليتهم الأولى هي تناول تشكيلات الطعام والحلويات ؟؟ ومفخرتهم الوحيدة هي التفنن بصنعها !! ونزهتهم المفضلة ارتياد المطاعم؟؟

وأفكر… وأفكر… .يجب عليّ أن أنتخب الطعام الذي يناسبني ويناسب عائلتي ,وأنتخب حتى أصدقائي أيضاً ونشاطاتي وزياراتي..ويجب أن أحاول تغيير سلوكيات كل من أهتم بهم..وأبقى أفكروأبحث عّما يقوي عزيمتي وما يدفع فيّ من طاقات ايجابية للاستمرار لأن ما أحمله داخل رأسي هو عقل يجب أن أحتكم إليه في كل لحظة.. وليس معدة عاطفية الجوع..فارغة الهدف لا يشبعها شيء..!!

تفكير مستمر – نسرين من سوريا