هورمونات المرأة شريك لصيق لها في معظم سنوات عمرها، تؤثر فيها ايجابا وسلبا، وتقع رشاقتها بالذات ضحية لتغيرات في هذه الهورمونات في كل مراحل العمر.

hormones

 

في الايام الاولى لولادة طفلة، قد تلاحظ الام بالدهشة نزول قطرات قليلة من الدم من اعضاء المولودة التناسلية. وقد تنزعج الأم، رغم ان هذه الظاهرة طبيعية تماما، ذلك ان الابنة وهي في رحم امها تكون معرضة لهورموناتها، وبالولادة تنقطع هذه الهورمونات، فتحدث اعراضا انسحابية لدى المولودة في صورة بعض قطرات الدم.  وتنقطع الظواهر المرتبطة بالهورمونات حتى يحين الوقت في سن البلوغ وتبدأ البنت في دخول مرحلة الدورة الشهرية، التي تصيبها بالدهشة والحيرة أول الأمر، مالم تكن الأم حصيفة وحكيمة فتعلم ابنتها بالامر وحقائقه،  وتلقنها كيفية التصرف مع هذا التطور الجسدي الطبيعي. تبدأ معاناة البنت في موضوع رشاقتها عندما تلاحظ انها في اسبوع معين، وهو الذي يسبق دورتها الشهرية، يعاني جسدها من التورم والنتفاخ، فتلاحظ أن الخواتم التي تضعها في اصابعها قد ضاقت عليها، فيما ينتفخ ثدييها بصورة غير طبيعية، كما تشعر فيه ببعض الالم. تكون هذه الاعراض علامة على تعرض جسمها لظاهرة احتباس الملح والماء نتيجة افراز هورمون البروجستيرون في الاسبوع الذي يسبق نزول الدم في الدورة الشهرية.  يزيد الوزن نتيجة هذا الاحتباس بما قد يقدر بكيلو جرام ونصف تقريبا. ولحسن الحظ لا تستمر هذه المعاناة طويلا، اذ ان مجرد نزول الدم يزيل اثار هذه الظاهرة بسرعة، لتعود من جديد في دورة شهرية قادمة.

الظاهرة السابقة تعد بسيطة للغاية مقارنة بما تفعله هورمونات الحمل بالمرأة، فتزيد وزنها ليس فقط بسبب الجنين والمشيمة والسائل المحيط بهما، لكن بسبب الدهون التي يعدها الجسم كمخزون لتغذية الطفل القادم. يقول الطب ان هذه الزيادة لا يجب ان تزيد عن ١٢ كيلو جراما ، تقريبا الا ان معظم السيدات الحوامل في مصر يتخطين هذا المعدل بكثير، تحت اعتقاد خاطئ انها يجب ان تأكل لشخصين، هي وجنينها.

وبعد الحمل ثم الولادة تبدأ المرأة في دفع فاتورة الامومة كاملة، من عضلات مترهلة وجلد متمدد وقد يكون متمزقا ايضا نتيجة انتفاخ البطن تحت تأثير الحمل مما يؤدي الى تمزق الالياف المرنة التي تربط الجلد، تاركة خطوطا حمراء تعرفها معظم الامهات، وهي اثار لا تزول، وان خفت حدتها بتغير اللون من الاحمر الى الابيض فيقل سوء  منظره. وهنا تبدأ رحلة طويلة من العذاب مع الريجيم والتمارين الرياضية لاستعادة الرشاقة المفقودة، حتى اذا نجحت بطلوع الروح بي الوصول اليها، قد تفقدها مرة ثانية في حمل طفل آخر.

رشاقة المرأة ضحية هورموناتها