banana

اعتاد أطباء التغذية وعلاج السمنة حرمان مرضاهم من تناول بعض أنواع الفاكهة، بحجة أنها تخرب النظام الغذائي لخفض الوزن. وقد اختلفت كثيرا مع جمهور الأطباء فسمحت لمرضاي بتناول كثير من هذه الأنواع الممنوعة.

كان الانظمة الغذائية التقليدية تمنع المانجو والموز والعنب، لكني عندما درست الأغذية التي خلقها الله، عرفت أنه – جل وعلا – لم يخلق غذاء في الطبيعة يمكن أن يضر أو يتعارض مع احتياجات الانسان، وعمل أجهزته الجسدية. حتى في الفواكه الغنية بالسكر فإن وجود هذا السكر في وسط من الألياف يجعل امتصاصه بطيئا مما يعطي الفرصة للبنكرياس أن يفرز الانسولين فيتم تمثيله الغذائي بصورة صحية سليمة، كما أن هذه الفواكه مخزن للعديد من الفيتامينات والمعادن الهامة جدا لعمل الجسم بصورة صحيحة. إلا الموز.. فقد كنت أمنعه حتى وقت قريب، خشية سكرياته الكثيرة على النظام الغذائي الخافض للوزن. لكني مع ذلك كنت أجد هذا متعارضا مع ما لاحظته من سنوات عملي الطويلة كطبيب وباحث من أن الطبيعة لا تقدم غذاء ضارا.

وبعد فترة دراسة وتمحيص طويلة وجدت التالي: أن صباع الموز المتوسط والذي يزن حوالي 126 جراما، يحتوي على 110 سعرا حراريا، وحوالي العشر من احتياجات الفرد من المواد النشوية، وأنه يحتوي على 16% من احتياجاته من الألياف، كما يحتوي على 21 جراما من السكر الذي سيكون بطيء الامتصاص بسبب الألياف، وهو غني بفيتامين A  والبوتاسيوم، وفيتامين C، كما يحتوي على الحديد والكالسيوم.

أيها الموز.. أنت فاكهة صحية، والبوتاسيوم الموجود فيك بكثرة هو ضمان لخفض ضغط الدم المرتفع، وسكرياتك ستمد الجسم بالطاقة، وقد تكون افطارا شهيا سريعا لمن لا يملك وقتا في الصباح. والأروع في الموز احتوائه على مادة التربتوفان التي يستخدمها الجسم في تصنيع مادة الميلاتونين التي تساعد على النوم الهاديء، ومادة السيروتونين المضادة للاكتئاب والمثبطة للشهية، كما يساعد التربتوفان أيضا على زيادة نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية.

لكل هذه الأسباب وغيرها، قمت بتغيير رأيي، والاعتراف بالحق فضيلة.. وهنا لا يسعني إلا أن أتقدم باعتذار لهذه الفاكهة اللذيذة.. أنا آسف أيها الموز..

أقدم اعتذاري.. آسف أيها الموز