ان حالة عدم الاستقرار السياسي التي نشهدها في مصر بعد ثورة 25 يناير يمكن أن يكون لها تأثير على وظائف الجسم ومن ثم على الصحة عموما.

فالتوتر الناتج عن هذا الاضطراب السياسي والمجتمعي ينعكس سلبا على الجسد والنفس أيضا، ويمكن أن يفسر لنا كثير من المتاعب التي قد نعاني منها كثيرا في أيامنا هذه. من أهم هذه التأثيرات: إرتفاع ضغط الدم، وتسارع النبض، والعرق، ونوبات من هبات الحر والبرودة، والصداع، واضطرابات الجهاز الهضمي. ويرجع خبراء الطب 50% من الأمراض مثل القرح والتهاب المفاصل والحساسية لهذا التوتر. وقد لوحظ أيضا ارتباط كبير بين الاصابة أمراض القلب وعدم الرضا الوظيفي بين العاملين في أكثر من 40 وظيفة، وهي حالة نشهد علاماتها فيما يسمى بالمظاهرات الفئوية ومطالب زيادة الأجور، والاحساس بالعدالة في التعامل في وظائف ومجالات عدة.

كما أن الإصابة بالصداع المتكرر يمثل نتيجة متوقعة لمثل هذا التوتر. ويقول الأطباء أن التوتر الناتج عن غياب الإحساس بالأمان والطمأنينة للمستقبل ينتج عديدا من الأمراض النفسية مثل الضجر والقلق وعدم الرضا، والاكتئاب والخوف، كما ينتج أيضا علامات للاضطراب السلوكي والنفسي والانهاك الوظيفي.

وينعكس التوتر في هذه الحالة ِأيضا على سلوكيات الناس، فيضطرب النوم، وتتغير عادات الطعام، ويزداد التدخين واستهلاك المخدرات، كما قد يضطرب أسلوب الكلام فتزيد سرعته أو تظهر التهتهة، كما تسود السلوكيات العنيفة وهو ما يظهر في كثرة المشاجرات واللجوء للعنف المتبادل، والرغبة في حمل السلاح للحصول على إحساس الحماية الذي غاب عن الناس بصورة عامة.

ثورة 25 يناير وتأثيراتها على الصحة