هل الرشاقة حلم صعب التحقيق؟ ليس بالريجيم وحده تتحقق الرشاقة. هذا ما ساعدتنا خبرات السنين المتراكمة على اكتشافه. فبالاضافة الى كميات الطعام ونوعيته هناك أمور أخرى تساعد على الاحتفاظ بالرشاقة ومعها الصحة والعافية. وهذه الأمور يمكن توضيحها كما يلي: 
p> 

1. عمر الخيام ليس دائما على حق: ذكر الشاعر الفارسي القديم عمر الخيام في رباعيته أبياتا تحض على السهر وعدم النوم، مشيرا الى عدم تأثر الصحة بذلك، فقال: فما أطال النوم عمرا.. ولا قصر في الأعمار طول السهر. لكن العلم الحديث لا يوافق الشاعر على هذه المقولة، فقد ثبت أن الجسم يفرز هورمونات ليلية لا تقوم بعملها بكفاءة الا في حالة الاظلام التام، مثل هورمون النمو الذي يحافظ على الرشاقة وبناء الجسم. واذا كان الانسان يسهر كثيرا ليلا ولا ينام الا مع الفجر فان هورمونات الليل تفرز في الجسم ولكنها لا تقوم بعملها لأن النور يغمر المكان. وعندما يظهر النهار وتبدأ هورمونات النهار في الظهور بالجسم لا يمكنها أن تقوم بعملها لأن الانسان يكون وقتها نائما وعيناه مغمضتان مما يضع الجسم في حالة إظلام تام، وهكذا لا تعمل هورمونات النهار كما لم تعمل هورمونات الليل. وينعكس هذا على الجسم والصحة عموما. فيرتبك التمثيل الغذائي مما يقود الى الوزن الزائد، وفي بعض الحالات الى نحافة شديدة وكلا الحالين تعبير عن ارتباك في عمل الهورمونات. والى من يندهش من تأثير الضوء على عمل الهورمونات أن ينظر الى عملية التمثيل الغذائي بالنبات التي تعتمد على ضوء الشمس ومادة الكلوروفيل (اليخضور) في النبات التي يتم خلالها امتصاص ثاني اكسيد الكربون من الجو لتكوين المواد الكربوهيدراتية في النبات، مع اخراج الاكسجين وهو ما يجدد هذا الغاز الهام لحياة كل المخلوقات في الكون. وفي حالة غياب الضوء عن النبات يتحول الى امتصاص الاكسجين واخراج ثاني اكسيد الكربون، وهذه الظاهرة هي السبب في اخراج باقات الزهور من غرف المرضى حتى لا تشاركهم في استهلاك الاكسجين الموجود بالغرف. لذا تذكر دائما ايها الباحث عن الرشاقة أن تنام ليلا وتستيقظ نهارا.

 

2. لا تستفز هورمون التخزين حتى لا يصبك بالسمنة. من المعروف أن الانسولين هو هورمون التمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية حيث يعمل على الاستفادة منها في انتاج الطاقة للجسم، وبعد ذلك يخزن الزائد من الطعام الزائد عن حاجة الجسم للطاقة. وكلما ازاددت نسبة هورمون الانسولين في الدم كلما تحول السكر في الدم الى مخازن الطاقة في الجسم في صورة دهون تحت الجلد، وهذا الانخفاض في مستوى سكر الدم يؤدي الى الاحساس بالجوع ويدفع الى تناول الطعام بصورة أكبر من الاحتياج، ومن هنا تبدأ الحلقة المفرغة من الجوع الذي يؤدي الى السمنة .. التي تؤدي الى قلة حساسية مستقبلات الانسولين في الانسجة للتعامل مع الانسولين .. فتزداد نسبة الانسولين .. فيزيد الجوع .. فيزيد الوزن .. وهكذا.. واستفزاز هورمون الانسولين يكون عن طريق السكر المباشر سواء لتحلية المشروبات أو عن طريق تناول الحلويات.. اذن فالابتعاد عن السكر الأبيض هو من أهم العوامل للحفاظ على الرشاقة.

 

3. الموصلات العصبية التي تصيبك بالاكتئاب تؤدي الى اصابتك بالسمنة. الاكتئاب والسمنة يؤثر عليها موصل عصبي واحد هو السيروتونين، فانخفاضه يصيب الانسان بالاكتئاب وأيضا بالجوع. ورفع مستوى هذا الموصل العصبي الهام هو سبيل النجاح للحفاظ على الرشاقة وأيضا الشفاء من الاكتئاب. وهناك بعض المأكولات التي ترفع من نسبة السيروتونين وأيضا بعض الممارسات العلاجية مثل الوخز بالابر الصينية والليزر.

 

4. الابر الصينية والليزر تخفض الوزن حتى مع عدم اتباع ريجيم. أثبتت الأبحاث أن الوخز بالابر الصينية أو باستعمال الليزر منخفض الطاقة في نقاط معينة بالأذن يمكن أن يخفض الوزن حتى مع عدم اتباع نظام غذائي محدد. وبالطبع فان اتباع نظام غذائي مع الوخز بالابر أو بالليزر سيكون له تأثير ايجابي أفضل على الوزن والرشاقة والصحة بوجه عام.

 

5. لا تعتبر سكنى الأدوار العالية بدون مصعد نقمة بل نعمة. ان الحركة عموما عنصر هام للحفاظ على الرشاقة. فصعود الدرج أفضل من استعمال المصعد، والمشي أفضل من الوقوف، والوقوف أفضل من الجلوس.

 

6.استخدم كل الفتحات الموجودة في رأسك في التسلية ماعدا فتحة الفم. اذا شعرت بالزهق والملل فاستخدم أذنيك في الاستماع الى الموسيقى، وعينيك في القراءة أو مشاهدة التليفزيون، لكن لا تستخدم فتحة الفم في التسلية بتناول المكسرات والمسليات في أوقات الفراغ بهدف قتل الوقت أو التخلص من الملل. ولكن ليس معنى هذا أن المكسرات شر كلها، فهي تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة تساعد على خفض الكوليسترول اذا تم تناول بصورة مقننة، كما أن بعضها غني بمادة التربتوفان التي يستخدمها الجسم في انتاج مادة السيروتونين التي تعالج الاكتئاب وتقلل من النهم للطعام.

ليس بالريجيم وحده