كثيرا ما يحتار زائد الوزن عندما يحاول خفض وزنه، فيستجيب الجسم لأيام قليلة ثم يثبت بعدها الوزن ويحتار الشخص ماذا يفعل؟ هو أو هي يحاول أو تحاول الالتزام في النظام الغذائي لكن الجسم لا يستجيب. وهنا قد يسقط الشخص في دوامة اليأس وفقدان الأمل، وقد يتوقف تماما عن محاولات خفض الوزن، وقد ينغمس أكثر في الاسراف في تناول الطعام إذ لا مخرج. فما هي الحكاية؟ وما هو الحل؟ |
تنطبق هذه النظرية على ما يعتقد الجسم أنه معدل طبيعي، ونقطة الارتكاز هي في الحقيقة كمية الدهون التي يحاول الجسم اختزانها، ونقطة الارتكاز عند زائد الوزن هي دائما أعلى من معتدل الوزن أوالنحيف. وقد يكون هذا مرتبطا بعدد خلايا الدهن في الجسم التي قد تكون مرتبطة بدورها بالعوامل الوراثية وأساليب التغذية في الطفولة.
ونظرية نقطة الارتكاز تقترح أن الجسم يحتوي على ما يشبه منظم الحرارة ( الترموستات )، فعندما نتبع نظام غذائي لخفض الوزن وننفق عددا أقل من السعرات تكون ردة فعل الجسم كما لو أن مجاعة تحل علينا، ويحاول الجسم موائمة ذلك عن طريق خفض معدل التمثيل الغذائي في محاولة للحفاظ على السعرات الحرارية وبالتالي وزن الجسم. وهذه النظرية تتفق مع ملاحظات الأطباء وتجاربهم الطويلة في العمل مع خفض الوزن.
واتباع أنظمة غذائية لخفض الوزن بطريقة منتظمة، وخصوصا أنظمة السعرات الحرارية المنخفضة دائما ما تقابل بصعوبة أكبر في الحفاظ على انخفاض الوزن، وغالبا ما يحدث عودة سريعة للوزن الزائد مرة أخرى. وتكون النتيجة النهائية أننا نحتفظ بنفس الوزن بالرغم من تناولنا سعرات حرارية أقل، وعندها يتردد الوزن بين الزيادة والنقصان يبد أن معدل احتراق السعرات يقل، كما يحدث في حالة التقدم في السن، ويصبح فقد الوزن أصعب وأصعب. ونقطة الارتكاز ومعدل نسبة الدهون في الجسم ليس من السهل التأثير فيهما بمجرد استقرارهما وبالتالي يرتفع الوزن.
وهنا يحتاج الجسم إلى تدريبات رياضية منتظمة لرفع معدل استهلاك السعرات، وفي نفس الوقت اتباع نظام غذائي منخفض السعرات لمدة طويلة حتى يصل الجسم إلى وزن أقل وكفاءة طاقة أفضل،ويتحقق ذلك عن طريق أن الجسم يعدل من نقطة ارتكازه مع انخفاض السعرات الداخلة اليه في نفس وقت ارتفاع معدل السعرات المنصرفة عنه، وبمعنى آخر خفض منظم الحرارة (الترموستات ) إلى درجة أقل.
ولقد وجدنا في خبراتنا الاكلينيكية الممتدة أن اتباع أنظمة غذائية متغيرة دوما (حتى لا يتنبه الجسم الى انخفاض معدلات الطاقة الداخلة اليه في حالة ثبات النظام الغذائي) مع زيادة معدلات صرف الطاقة من خلال ممارسة رياضة مستمرة (مثل المشي على سبيل المثال) هو الحل الوحيد لتغيير نقطة الارتكاز وتحويلها الى معدل أقل للدهون المختزنة، ومن ثم الى تحقيق وزن مثالي ثابت ومستمر.
وبالطبع فان تصميم الأنظمة الغذائية المتغيرة وتمرينات الرياضة المناسبة تختلف من شخص لآخر حسب وزنه وعمره وحالته الصحية وأهدافه المستقبلية.