جلست ليلى أو ليلو (وهو اسم الدلع) في حضن دودو، وطلبت منه بطريقتها الحلوة التي لا ترد أن يحكي لها حكاية جديدة لنحلولة ونحلول.. لم يرفض دودو لها طلبا بالطبع، لمعت عيناه وهي يحكي.. كان يا ماكان…..
كان يا ما كان أن ماما نحلة دخلت الى المطبخ لكي تعد طعام الافطار لنحلولة ونحلول.. أعدت لهما شطيرتين من الزبد والعسل. لاحظت ماما نحلة أن برطمان العسل قد أوشك على الفراغ. فقالت لنحلولة وهى تقدم لها الشطيرة: “علينا أن نحصل على مزيد من العسل لأن ما عندنا قد أوشك على النفاذ”. قالت لها نحلولة: “لا تقلقي يا ماما نحلة، بعد الافطار نذهب أنا ونحلول الى الحديقة لكي نجمع بعض الرحيق من الزهور حتى نحوله لعسل تحفظيه لطعامنا في المستقبل”.
وبالفعل ما أن فرغت نحلولة ومعها نحلول من تناول طعام الافطار اللذيذ، حتى استأذنا أمهما للانطلاق الى الحديقة لجمع الرحيق من الزهور. ذهبا الى الحديقة القريبة التي اعتادا أن يجمعا منها الرحيق الذي يتحول الى عسل. طارا حول الحديقة لكنهما للأسف لم يجدا زهورا كافية.. كان عليهما إذن أن يذهبا الى حديقة أخرى بها كثير من الزهور.
طار الشقيقان كثيرا حتى وجدا حديقة بعيدة، اقتربا منها فوجداها مليئة بالزهور الملونة بجميع الألوان.. حمراء وصفراء وبرتقالي وزرقاء وبيضاء.. كانت رائحة الزهور الجميلة تملأ المكان فهبط نحلولة ونحلول اليها وشرعا في جمع الرحيق.. كان الرحيق كثيرا حتى انهما جمعا كمية كبيرة منه في وقت قصير.. وعندها قررا أن يعودا الى المنزل.. وهنا كانت المشكلة.
احتارت نحلولة كيف تجد الطريق الى المنزل.. يبدو أن الحديقة كانت بعيدة جدا عنه حتى أنها وأخوها لم يعرفا طريق الرجوع.. وهنا انزعجت نحلولة على نفسها وعلى شقيقها الأصغر نحلول.. وبدأت في البكاء..
لكن لم تمض الا دقائق حتى ظهر بابا نحلة مقبلا نحوهما، ففرحا فرحا شديدا، وسألته نحلولة كيف عرف طريقهما، فقال لها بابا نحلة: “هل نسيت أن النحل له حاسة شم قوية يعرف بها الأماكن والطرق وكيف يعود الى منزله؟ يبدو أن خبراتك كنحلة مازالت قليلة، ويجب أن أعطيك دورسا في كيفية العودة للبيت عن طريق الشم”..
المهم أن نحلولة ونحلول ووالدهما عادوا الى المنزل، حيث استقبلتهم أمهم بالسرور، وجلسوا جميعا يحكون لماما نحلة مغامرة اليوم، وكيف فقدا الطريق للبيت، وكيف وجدهما بابا نحلة، وكيف عادوا الى المنزل بسلام.