أنت تعيش على ضفة نهر.. وأنت راض تماما عن مكان اقامتك، ولا تريد أن تنتقل الى الضفة الأخرى. بالطبع لن تعبأ بالقارب الذي يقف أمامك ويعرض عليك الانتقال للضفة الأخرى. أنت سعيد بما أنت فيه ولا ترغب بالتغيير.. إذا كان الأمر كذلك فلا تكمل قراءة هذا المقال.
نحن نضرب مثلا لشخص راض عن نفسه.. راض عن صحته ووزنه.. يأكل ما يعجبه ولا يشكو من أي مشاكل. قد يكون محظوظا بالتوازن بين ما يتناوله من طعام وما يستهلكه من طاقة فلا يزيد وزنه، وقد يكون واحدا ممن يعانون من تناول طعام أكثر مما يستهلكونه فيزيد وزنهم ويفقدون رشاقتهم.
وهؤلاء الذين يعانون من زيادة وزنهم أيضا ينقسمون الى فئتين. فئة راضية عما يحدث لها فلا ينزعجون من زيادة وزنهم، ومن اضطرارهم لتغيير مقاسات ملابسهم كل عدة أشهر، ولا يبالون بتعليقات البائعين عن عدم وجود ما يناسب مقاساتهم المتضخمة. نحن أيضا لا نتحدث عن هذه الفئة المستسلمة لما يحدث لها ولا ترغب في استعادة رشاقتها المفقودة.
الفئة الثانية والتي تهمنا هي تلك الفئة التي تعاني من زيادة الوزن وترغب في العودة الى الرشاقة.. أي في العبور والانتقال الى الضفة الأخرى.. من السمنة للرشاقة.. ومن المرض للصحة.
يقف أمامك قارب يقوده من يستطيع أن ينقلك للضفة الأخرى.. والقرار في يدك.. أن تنتقل الى الرشاقة والصحة.. وهنا نقابل بعض الحالات المثيرة.
فهذا شخص يرى القارب الذي سينقله الى الضفة الأخرى فيفرح به كوسيلة يحقق بها أمنيته في الصحة والرشاقة.. ولكنه يكتفي بابداء رغبته، ويظل مراوحا مكانه في ضفة الوزن الزائد والصحة المعتلة، رافضا أن يترك عاداته الغذائية والحركية التي قادته للزيادة في الوزن وثقل الحركة. لهذا الشخص أقول: للأسف لن تستطيع الانتقال للضفة الأخرى.. ما لم تقفز الى القارب الذي سيحملك للضفة الأخرى.. الأمنيات لن تنقلك للرشاقة والصحة، بل القرارات الصعبة والصبر والاستمرارية.
أما من يقفز الى القارب لكي ينتقل الى الضفة الأخرى فعليه أن يطيع أوامر قائد القارب حتى لا ينقلب به فيغرق ولا يصل الى هدفه. ولن ينفع أن يضع الشخص قدما على ضفة السمنة والوزن الزائد والصحة المعتلة وقدم آخر في ضفة الرشاقة والصحة فهذا غير ممكن منطقيا ولا في الأحلام.
اختر لنفسك ضفة.. وإذا عزمت على الانتقال لضفة الرشاقة والصحة، فيجب عليك أن تكون في القارب الذي يقودك اليها، مع قائد يعرف كيف يصل بك الى هناك.. وتذكر أن الرشاقة والصحة جوهرة كثيرة الثمن، ومهما دفعت فيها من معاناة وصبر وحرمان فأنت الرابح في النهاية.