الرشاقة والوزن المثالي أصبحا مطلب الجميع نساء ورجال .. صبيان وصبايا . والسيطرة على الوزن تتطلب ضبط النفس وتغيير السلوك الغذائي والسيطرة على الشهية والامتناع عن تناول مالذ وطاب وممارسة الرياضة. وهذه مشكلة كبيرة، فنحن نريد أن نفقد الوزن الزائد دون جهد أو حرمان فما العمل؟ هنا يتدخل الدجالون والنصابون والمتاجرون بكل شيء فيقدمون البديل .. الوزن المثالي بدون إرهاق الريجيم، وبدون ممارسة الرياضة .. فقط عليك شراء المنتج السحري وكلي ما تريدين وستفقدين الوزن الزائد وتصبحين موديلا تصلح لرقص الباليه !
ul class=”unIndentedList”>
- فيما يخبرك آخرون أن هناك حزام لو إرتديته سيقوم بتحريك العضلات تلقائيا فتزول الدهون وينتصب البطن وتعود الرشاقة ، هكذا بدون أي مجهود . و هنا نسأل .. لو وضعنا هذا الحزام حول كيلوجرام من اللحم والدهن ، هل سيفقد هذا الكيلو جرام بعضا من وزنه فيصبح ” كيلو الا ربع ” مثلا ؟ بالطبع لا .. مرة أخرى أذكرك بقانون الطاقة الذي يقول أن “الطاقة لا تفنى ولاتستحدث” ، ذلك ان تحريك العضلات ذاتيا ، أي عن طريق رغبتك أنت في تحريكها يستهلك طاقة ، ومن ثم تفقدين بعض الطاقة المختزنة في جسمك من نشا حيواني (جليكوجين) ودهون ، لكن تحريك العضلة عن طريق حزام يعمل ببطارية كهربائية يستخدم طاقة تأتي من البطارية ذاتها وليس من دهونك المختزنة . إن الرياضة هي الوسيلة الوحيدة للحصول على الرشاقة مع تنظيم أكلك بطريقة صحية ، وهي التي تزيد من معدل حرق الطاقة في جسمك ، وتشد عضلاتك وتحافظ على جسمك في شكل سليم .
- هناك أيضا شورت التخسيس وبدلة الساونا وهذه لا تساعد الجسم على فقد الوزن ، بل تعتمد على فكرة أن الجسم يعرق عند بذل أي مجهود ، وهذا العرق هو جزء من ميكانيكية محافظة الجسم على درجة حرارة ثابتة ، ففي الجو البارد تنكمش الأوعية الدموية على سطح الجلد لتقليل كمية الحرارة المفقودة من خلاله ، بل ويبرد سطح الجلد لكي يقلل من الفارق بين حرارته وحرارة الجو البارد المنخفضة ، فلا يفقد الجسم حرارته . وفي الجو الحار ، أو عند بذل مجهود يستدعي حرق الطاقة في الجسم ، فإن الجسم يوسع من الأوعية الدموية على السطح لكي يفقد بعضا من هذه الحرارة حتي تظل حرارة الجسم ثابتة ، كما يزيد من حرارة الجلد حتي لا تنتقل الحرارة من الجو الخارجي الحار الى الجسم فتزيد حرارته وتعرضه للخطر ، ثم يلجأ الجسم لوسيلة اضافية وهي إفراز العرق الذي يتبخر في الهواء مما يؤدي إلى فقد بعض الحرارة من الجلد . وعندما نلبس شورت التخسيس أو بدلة الساونا فإن الجسد لا يستطيع أن يفقد حرارة للجو الخارجي عن طريق الانتشار المباشر ، فيلجأ الى زيادة افراز العرق ، الذي لا يتبخر الى الهواء ، لأن نسيج البدلة أو الشورت يحتوي على مواد بلاستيكية غير منفذة للهواء ، وهنا يحدث التطور الخطير التالي : يزداد عمل الغدة العرقية بدون التهوية المطلوبة فتنفجر في الجلد مسربة العرق إلى الانسجة المجاورة ، فتحدث الحالة المرضية المسماه بحمو النيل Prickly heat ، كما أن الفطريات التي تنمو في أماكن التصاق الجسم مثل منطقة تحت الأبط ، وبين الفخذين ، تنمو وتترعرع حيث أنها مثل النبات تزدهر مع وجود الرطوبة . إن هذه الوسائل لزيادة التعرق غير صحية ، بل إن الصحي والمفيد هو ترك العرق للهواء مباشرة للتبخر والقيام بدوره في الحفاظ على درجة حرارة الجسم في حالة ثبات . إن الرياضة في الهواء الطلق ، مثل الهرولة أو المشي أو لعب التنس وغير ذلك ستزيد من كمية عرقك بالتأكيد ، ولكن أتركي هذا العرق للهواء ولا تحبسيه فتضرين نفسك .
- وحذار ممن يحاول اقناعك بفكرة تناول أعشاب التخسيس التي لا تعرفين مكوناتها ، والتي يكون أثرها المباشر هو تليين حركة الأمعاء ، اذ أن الجسم يرفض مكونات هذه الأعشاب ، ويحاول طردها فتحدث حركة التليين ، ومعها لا يستفيد الجسم من طعام أكلتيه اذ يتم طرده مع الأعشاب الضارة التي يلفظها الجسم بحكمته الداخلية . يحدث بعد ذلك أن الأمعاء تعتاد على هذه الأعشاب ، فلا تقوم بوظيفتها في طرد الفضلات ألا اذا تناولت هذه الأعشاب يوميا ، وهكذا يتم التعود بل والإدمان على هذه الأعشاب الضارة ، التي ذكرت بعض الأبحاث أنها تسبب الفشل الكلوي ومشاكل للكبد وغير ذلك من الآثار الصحية السلبية .
- يذهب البعض لاجراء بعض التدليك لجسده لكى يفقد وزنا ، ولكن اذا كان للجسم أن يفقد وزنا نتيجة للرياضة فهو بسبب حرق سعرات أكثر تستهلك بعض الدهون من جسم المتريض . وإن كان هناك من سيفقد وزنا نتيجة التدليك فهو المدلك شخصيا نتيجة للجهد الذي يبذله خلال عمله!
- من ضمن الخرافات المتعلقة بموضوع التخسيس تلك الشائعات التي ارتبطت بالسكر الصناعي حيث يقال أنه يسبب الأمراض المختلفة و منها السرطان والتي استخدمت شبكة النت لترويجها دون سند علمي . ولكن هذه الكلام غير صحيح وكاذب فقد ذكرت “إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA” في تقرير حديث لها أن بعض الشركات المتنافسة قد هاجمت بدون وجه حق بعض السكريات الصناعية الشهيرة ، بغرض تدمير سمعتها و بالتالي ترويج بديل لها . و دافعت الوكالة عن السكريات الصناعية الموجودة حاليا بالاسواق و ذكرت أنها خالية تماما من الأضرار ، بل وشهد بذلك أيضا جميعة أطباء القلب الأمريكية و جمعية أطباء السكر الأمريكية . و السكريات الصناعية تفيد الانسان الباحث عن الرشاقة حيث أنها تعوضه عن الطعم الحلو للسكر الطبيعي الذي يساعد على السمنة ويضر بالمصابين بمرض السكر ، ومن الثابت أنها لا تسبب هذه الأضرار المزعومة ، بل أن فائدتها لا يمكن التشكيك فيها .
- يعتقد البعض خطأ أنه لو توقف عن شرب اللبن فلن يستطيع الحصول على كمية كافية من الكالسيوم هذه معلومة تستحق التوقف عندها . فأنت لو أكلت كمية من الخضروات المطبوخة ستحصلين على الكالسيوم بكميات أكبر من التي قد تحصلين عليها من اللبن . إن كوبا من السبانخ المطبوخة يحتوي على كمية من الكالسيوم أكثر من الموجودة في ثلث كيلو جرام من اللبن . وإلا فمن أين تحصل الأبقار التي تدر اللبن على الكالسيوم الخاص بها ؟ أليس من النباتات الخضراء ؟
- يقول البعض أنه لا يحب شرب الماء ويعتقد أن يشرب الشاي و القهوة يغني عنه فهى مصنوعة من الماء ايضا . هذه المقولة خطأ فالشاي و القهوة يساعدان على احتجاز الماء في الجسم ، لكن شرب 8 أكواب من الماء القراح هو وسيلة أكيدة للحفاظ على الرشاقة ، ذلك أن إنخفاض نسبة الماء في الجسم تؤثر على عمل الكلى بالسلب مما يستدعي مساندة الكبد للقيام ببعض أعباء الكلى ، فيقل معدل حرقه للدهون مما يزيد من البدانة . لذا يجب شرب كمية كافية من الماء حتى تقوم الكلى بعملها بصورة صحية ، كما يجب ألا تزيد نسبة المشروبات من الشاي و القهوة و العصائر عن ثلث هذه الكمية .
ان الطريق الى فقد الوزن الزائد يمر من خلال تقليل كمية السعرات التي يتناولها الانسان مع العمل على زيادة المنصرف منها من خلال الرياضة ، مع التركيز على الخضروات والفواكه والبروتينات والتقليل من النشويات والحد من السكريات المباشرة وشرب الماء بكمية كافية ، ولنتذكر المثل العربي القائل : “ماحك جلدك مثل ظفرك”