كلنا في البلد اندهشنا ولم نصدق.. أبويا العمدة بطّل دخان.. لم يكن العمدة أبويا بالفعل، لكننا اعتدنا في قريتنا على النداء عليه بأبويا العمدة.. هو رجل مدهش، يبلغ من العمر 66 عاما، حكيم بعيد النظر، يحل مشاكل القرية بكلمة، والكل يسمع كلامه.. كل شيء فيه مثالي وأبوي.. لكننا كنا نخاف عليه وعلى صحته لأنه مدخن شره.. لا تراه إلا والسيجارة في فمه، وهو يسعل بشدة بين سيجارة وأخرى.. وفي الأمسيات يجلس في صحن دار العمودية يدخن الشيشة وسط لفيف من رجال القرية وكبرائها..حبنا للعمدة جارف، وحاولنا كثيرا أن نجعله يمتنع عن التدخين المؤذي للصحة، لكنه كان يعاند ويقول لنا: “كيف أمتنع عن التدخين الذي أدمنه منذ أكثر من 50 عاما؟”.. أصاب اليأس معظمنا لكنه لم يصب ابن عمي عاطف الطالب بالثانوية، والذي يحب أبويا العمدة ويحترمه ويقدره.. ففي يوم من الأيام جاءني عاطف وهو يقفز من الفرحة.. قال لي أنه عثر على الحل لمشكلة تدخين أبويا العمدة.. ازاي يا عاطف؟ قريت على النت ان فيه دكتور في مصر بيعالج التدخين بجلسة واحدة بالليزر.. صحيح يا وله؟ أيوه صحيح يا مصطفى.. لم نكذب خبرا، واتصلنا بالتليفون المنشور على النت على موقع الدكتور عماد صبحي وحددنا ميعادا.. أخبرنا أبويا العمدة الذي وافق بحماس مدفوعا بحالة السعال المزمن الذي أصبح يضايقه كثيرا بل ويحرمه من النوم..
بالفعل كانت جلسة الليزر كافية لايقاف داء التدخين اللعين، ومن يومها لم نر أبويا العمدة بالسيجارة المعهودة، وتوقف السعال، وأصبحت حالته زي البمب كما نقول في بلدنا.. المدهش أن أبويا العمدة أصبح مبشرا بعلاج الليزر لكل زواره وهم كثر.. حتى هؤلاء الذين يحضرون الينا من بلاد بعيدة.. كتبت هذه الرسالة لكم لكي أشارككم هذه الفرحة، متمنيا مثلها لكل مدخن.