إحترت في أمر الدكتور "خالد منتصر" هل هو زميل صحفي جريء. أم طبيب لا أعرف تخصصه؟ أراه يجمع بين الصفتين ويضيف إليهما حضوره الهاديء علي شاشة التليفزيون في برنامج أسبوعي يزيد حيرتي فهو بأسئلته يفتش عن أسرار البشر باختياره موضوعات تهم كثيرين وتبسيطه للأمور. وهو في نفس الوقت "دكتور" يعرف كيف يختار ضيفه من بين الأطباء المتخصصين ويتدخل أحيانا في الاجابات بما يذكرني أنه أيضا طبيب.
ولابد أن اعترف بأن بي ضعفا خاصا تجاه "خالد منتصر" لصلته وقربه ونسبه مع الفنان الراحل "أبوبكر عزت" بما كان يحمله من اهتمام بالحياة وبالإنسان منذ كان طالبا في كلية الآداب جامعة القاهرة.
ولقد اعجبتني الحلقة الأخيرة من الفقرة الطبية المتميزة التي تطالعنا أسبوعيا ضمن برنامج "الساعة العاشرة" الشهير بقناة "دريم" والمرتبط باسم المذيعة المتألقة "مني الشاذلي".. ربما لأن موضوعها يهم قطاعا كبيرا من المشاهدين أصحاب الكروش والوزن الثقيل أو الراغبين في مزيد من الرشاقة أو الذين تداهمهم أمراض العصر مثل السكر وما أكثرهم وربما – وهذا هو الأغلب – لأن الضيف يتحدث عن علم وتجربة وثقة في النفس وخفة روح دون أن يتعالي أو يحذر أو يأمر وإنما يتفهم الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية لمن يسألونه النصيحة.
ولقد اعجبني سلاسة الحوار الواعي بين المذيع الطبيب وضيفه الأستاذ الدكتور "عماد صبحي" وادخال عناصر تشويق بطريقة طبيعية ضرورية لا تخرج عن الموضوع مثل الإشارة إلي مسلسل "يتربي في عزو" ومشاهد افراط "يحيي الفخراني" في تناول الطعام خصوصا أطباق "البليلة" وشرح الدكتور كيف أنها وجبة مثالية للأضرار بمريض السكر وبالوزن والكرش!! بعدها استكمل الدكتور "عماد" حديثه العلمي والعملي واجابته علي أسئلة المشاهدين.
وضرب "خالد منتصر" مثالا آخر بالملك فاروق ومسلسله الذي أثار الجدل وكيف ولماذا زاد وزنه إلي هذاالحد. وعرفنا أنها أسباب طبية ونفسية وخلل في الغدد الصماء.
واعجبني الدكتور "عماد" قارئا جيدا للأحداث والكتب إذ أشار لما أصدره المحيطون بالملك ممن يعرفون أسراره ومن بينهم "كريم ثابت" في مذكراته و"الشيف" الذي كان يعد الوجبات الملكية كما تحدث عن الحوار التليفزيوني الذي أجرته مؤخرا قناة "العربية" مع الأميرة "فريال" ابنة فاروق مما يدل علي ثقافة الطبيب العامة وتوظيفها في الطب والعلاج.
بقيت اسطورة "شوربة" عدة خرفان وتحويلها إلي حساء يفضله الملك الراحل ويري أنه يمنحه القوة والصحة والفحولة. فنعرف من الدكتور "عماد" نقلا عن الكتاب الذي ألفه "الطباخ" الملكي أن الأمر حقيقي ولكن بصورة أخري إذ كان جلالته يحب "الشوربة" من كميات لحم الكندوز يترك حتي يتفتت ويذوب ثم يوضع في الثلاجة لتنزع عنه طبقة الدهون المترسبة فوقه. وبعدها تقدم للملك باردة منزوعة الدسم.. كان يحبها كذلك.
كانت حلقة ممتعة. مسلية. مفيدة.. مغذية!!
نقلا عن جريدة الجمهورية بتاريخ 28 يوليو 2007