p>لو قدر الانسان أن الصحة هي رأسماله الحقيقي لتعامل مع جسده بحرص زائد، حتى يظل هذا الجسد في الخدمة الحسنة لفترة طويلة فنعيش ما قدر الله لنا من العمر في صحة طيبة دون أن نسقط فريسة لأمراض نجلبها لأنفسنا مثل السكر والضغط وأمراض القلب والشرايين والسرطان وغير ذلك.

 

ان نظرة واحدة لانسان – أنثى أو رجل – وقد امتدت البطن أمامه وانغرس الرأس في الصدر مع اختفاء الرقبة، وتهاوت الساقين تحت ثقل الجسم وصرخ العمود الفقري من الأم نتيجة الوزن الزائد تدفع للتساؤل.. لماذا يرضى الانسان أن يكون شكله هكذا.. كرش ضخم، ولغد هائل وكرتين تهتزان مع الحركة في مقدمة الجسم، يرد عليهما البطن المتدلي، ويتوازن مع ردفان ثقيلان وينعكس هذا كله على وجه ينطبق بالتعاسة من فرط ما يحمل من أثقال وأمراض ومتاعب.

 

ان الحياة التي تستحق أن نحياها ليست طعاما وشرابا ونوما وكسلا فحسب، بل هي التمتع بما حبانا الله في الحياة من نعم نشكره عليها، وعقل يستحق أن نعمل على تغذيته بالثقافة والفنون والآداب، وجسد يستحق منها الطعام الصحي وبالكميات المناسبة فقط وفقا لما وضعه الله من وظائف في أعضاء هذا الجسد، ويستحق منا أيضا الاهتمام بتنشيطه بالرياضة والتمرينات وممارسات المشي والتريض والخروج للطبيعة، وأيضا محاولة الحفاظ على بيئتنا في الشوارع والبيوت بعدما أثبتت الدراسات أن تلوث البيئة هو أول أسباب الاصابة بالسرطانات المختلفة ربما قبل المبيدات والمسرطنات التي ينزعج البعض من وجودها بالغذاء.

أيها الجسد .. كم من المظالم نرتكبها بحقك
   

مسكين معنا أيها الجسد.. نرتكب فيك كل شيء خاطيء وتحتملنا ولا تنهار وتسقط بسهولة. عندك قدرة عجيبة على احتمال ما يرتكبه الانسان في حقك.. لا يبالي باحتياجاتك الفعلية من الغذاء ويحشوك بكميات منه لا تريدها لا تتمناها.. حتى أعضاؤك الداخلية تحاول أن تغير من طبيعتها لكي تتواءم من كميات الطعام غير المناسبة وتستمر في ذلك حتى تسقط من الاعياء والتعب.