يحاول العلم دائما مساعدة الناس على التخلص من الوزن الزائد والدهون المتراكمة بوسائل عديدة. منها الجراحة لاستئصال الأنسجة الدهنية أو الدواء للسيطرة على الشهية أو منع الجهاز الهضمي من امتصاص بعض المكونات المسببة للسمنة مثل الدهون. لكن يظل الطريق الأمثل للحفاظ على الرشاقة وخفض الوزن هو في التقليل من كميات الطعام التي يتم تناولها مع محاولة زيادة المستهلك من الطاقة الناتجة عن هذا الطعام. |
p>وعندما توصل العلم على استعمال الليزر منخفض الطاقة في مساعدة الانسان في السيطرة على الشهية وتنظيم احساسه بالجوع كان هذا انجازا عظيما بحق، بشرط اتباع نظام غذائي سليم وممارسة تمرينات رياضية تساعد على الرشاقة وشد العضلات.
وخلال العشرين عاما الماضية استعمل هذا الليزر بنجاح في علاج حالات زيادة الوزن في اوربا وكندا، كما تم استخدامه في الولايات المتحدة لنفس الغرض خلال العشر أعوام الماضية.
ويستخدم الليزر منخفض الطاقة -مثل الوخز بالابر- في تنشيط مسارات الطاقة ونقاط التأثير في الأذن للسيطرة على نشاط الجهاز الهضمي وزيادة معدلات التمثيل الغذائي. بالاضافة لذلك يستخدم في نقاط معينة تعمل على التقليل من الأعراض المعتادة التي تدفع الناس لالتهام كميات أكبر من الطعام مثل القلق والتوتر. وتمر أشعة الليزر خلال الجلد حيث تؤثر على نهايات الأعصاب فتزيد من افراز مادة الاندوفين (المورفينات الطبيعية بالجسم) وهي المواد التي تسيطر على الحالة المزاجية كما أنها مواد مخدرة طبيعية يفرزها الجسم.
والعلاج بالليزر فعال للغاية ولا يشعر المريض أثنائه بأي نوع من الألم حيث أنه منخفض الطاقة. وتأثيراته تكون من خلال العمليات الكيميائية الحيوية وليس الحرارية لذا فانها لا تسبب تلف الأنسجة على الاطلاق.
وعلاج زيادة الوزن بالليزر عملية محددة جدا ويتم تصميمها وتقديرها بناء على احتياجات كل فرد حسب احتياجاته وأهدافه في خفض الوزن. ويستغرق الأمر عدة جلسات يحددها الطبيب حسب حالة الشخص الخاضع للعلاج. ويصاحب هذا العلاج نظام غذائي صحي يضعه الطبيب، كما يتم التوصية باتباع نظاما رياضيا مناسبا. وتكون النتيجة خفض الوزن اسبوعيا بكميات تتراوح بين 1-3 كيلوجراما في المتوسط.
والنقاط المستخدمة في العلاج بالليزر في الأذن يتم من خلالها تنشيط بعض أعضاء واجهزة الجسم بما يؤدي الى علاج السمنة . ومن المعروف أن اذن الانسان تمثل جنينا مقلوبا ، حيث تقابل شحمة الأذن رأس الجنين فيما تمثل باقي الأذن جسم الجنين في تشابه مذهل بين الأذن والجسم بكامله . والأذن تحتوي على ما يقرب من 108 نقطة علاج يستخدم منها في علاج السمنة بعض النقاط مثل نقطة الطحال والمعدة والغدد الصماء وتحت القشرة والجهاز السمبثاوى ومركز الشهية . وسجل بعض العلماء أن نسبة نجاح علاج السمنة بواسطة نقط العلاج في الأذن تبلغ 80.1 % .
وفي دراسة اجريت في جامعة اديليد في جنوب استراليا في عام 1998 وجد فريق البحث أن تنشيط هذه النقاط في الأذن ينشط الفرع الأذني للعصب الحائر ، ويرفع من نسب مادة السيروتونين ، وهذان العاملان يزيدان من انقباض العضلات الناعمة في المعدة مما يقلص من الاحساس بالجوع . وفي دراسة مقارنة ظهر أن 95% من المجموعة التي عولجت بتنشيط نقاط علاج السمنة أظهرت تجاوبا مع العلاج فانخفض وزنها ، فيما لم تظهر أية نتائج مع المجموعة المقارنة التي عولجت بتنشيط نقاط لا علاقة لها بعلاج السمنة .
كما أظهرت دراسة أخرى أجريت على حيوانات التجارب أن الفئران السمينة التي تظهر تنخفض فيها مادة السيروتونين مقارنة بالفئران العادية ، زادت نسبة مادة السيروتونين في دمها بعض العلاج بتنشيط نقاط الأذن المحددة، وأظهرت تبعا لذلك انخفاضا في الوزن. ومن المعروف أن مادة السيروتونين من الموصلات العصبية التي تخفض الشهية للطعام في حالة ارتفاع مستواها بالدم، بينما تتسبب في زيادة الشهية والجوع وأيضا في الاصابة بالاكتئاب في حالة انخفاضها. كما يعرف عن هذه المادة قدرتها على حث الجسم لاستهلاك مزيد من الطبعة الطاقة.
ومن مزايا العلاج بالليزر منخفض الطاقة عدم تسببه في اعراض جانبية عندما يتم استخدامه بواسطة طبيب متمرس، كما أنه فعال للغاية ولا يتسبب في أي ضرر للأنسجة أو للجلد.