يا سلام.. حلم لذيذ يراود كل زائدي الوزن.. يا سلام لو أصبح من الممكن خفض الوزن بدون مجهود أو حرمان.. ناكل ونشرب وننبسط .. فاست فود .. هامبورجر وبيتزا.. ومشروبات غازية وعصائر .. لا وإيه؟ وآيس كريم وجاتوهات وحلويات شامية .. أحمدك يا رب.. حلم يشبه حلم على بابا الفقير الغلبان الكحيان أن يجد مغارة يكنز فيها اللصوص ما يسرقونه من دهب ومرجان وياقوت.. وما خزنوه طوال عمرهم من النفائس والكنوز يسطو هو عليه في دقيقة فيصبح أغنى الأغنياء.. هكذا بدون مجهود ولا عمل ولا تعب. |
p>
مما لا شك فيه أن قصة على بابا والأربعين حرامي حدثت بالفعل.. ولكن في أحلام يقظة على بابا الحطاب الفقير الذي كان يغفو تحت ظلال شجرة في الغابة بدلا من أن يجد ويجتهد في قطع الحطب ليبيعه في السوق ليجد قوت يومه هو وعياله.. لكنه فضل على ذلك الولوج الى حلم يقظة لذيذ ومخدر يحظى فيه بكل شيء دون أن يبذل أي مجهود.. حتى أنه حلمه كان أن ينال مسروقات اللصوص دون أن يبذل أي جهد حتى في مشاركتهم في التخطيط للسرقة والتعرض لمخاطر القيام بها.
ولكن.. لماذا تذكرنا على بابا الآن؟ لأن نموذج الانسان الذي يحصل على كل شيء مقابل لا شيء هو النموذج الذي نريد أن نتحدث عنه ولكن من منظور خفض الوزن.. فهناك من يريد أن يخفض وزنه ولكن بشروطه الكسولة غير المستعدة لبذل أي جهد.. فهو يتأفف من الابتعاد عن الحلويات.. ويصمم على تحلية مشروباته بالسكر الأبيض.. ويرغب بشدة في تناول الخبز أو الأرز في كل الوجبات.. ويرفض بشدة أي تعليمات قد تشعره بالحرمان مما تسبب في زيادة وزنه التي يشكو منها مر الشكوى.
واذ نشبه الرشاقة والصحة بالجوهرة الثمينة.. هل رأى أحدكم بائع مجوهرات يهب جواهره الغالية لمن يطلبها دون أن يدفع ثمنها؟ وهل يجرؤ أحدكم على طلب جوهرة غالية الثمن من بائعها ثم التمسك بها مع رفض دفع ثمنها؟ من المؤكد أن البائع وقتها سيرفض ترك الجوهرة بين يديك وقد يتشاجر معك أو يطلب لك الشرطة لكي تضعك في السجن جراء هذا الوضع غير المفهوم ولا المقبول ولا الشرعي.. وعلى أقل القليل سيحرمك من رغبتك في امتلاك هذه الجوهرة.
والصحة جوهرة.. وهي أثمن جواهرك.. وبدونها لن تكون سعيدا أو تتمتع بأي شيء حلو في الحياة.. وهذه الجوهرة تستحق أن تحوز عليها وأن تحافظ عليها بأي ثمن.. حتى لو كان الثمن حرمانك من بعض عاداتك الغذائية السيئة!