لا يتوقف عقل الانسان عن الابتكار واختراع الجديد.. وفي مجال الطب بالذات نرى العالم المتحضر يسابق نفسه في اكتشاف علاجات حديثة لأمراض كان من المعتقد أنها غير قابلة للعلاج والشفاء. مثل العلاج بالجينات حيث ابتكر العلم وسيلة لقص الجين الحامل لمرض ما بأشعة الليزر أو ما يسمى مقص الليزر، وزرع جين صحيح سليم ينقله لمكانه فيروس مدجن ومدرب على هذا العمل، فيصبح المريض سليما وخاليا من الجين المسبب للمرض. يا للعجب. وأيضا العلاج بالخلايا الجذعية التي تسخر لانتاج أكباد وكلى وأيضا قلوب جديدة تكون بمثابة قطع غيار تعيد الأمل والشفاء لمن فقدوا الأمل في الشفاء.
ويبدو أن بعض من قومنا قرر أن يدلو بدلوه في هذا السباق الرائع لصالح البشرية بابتكار علاجات جديدة، لكني أشعر بالغثيان وأنا أعرضها عليكم. لكني سأترك لكم الحكم عليها رغم احساسي الهائل بالقرف منها.
واحد من هذه العلاجات يختص بالشعر وجماله وطوله، اذ اكتشف بعض العباقرة أن تدليك فروة الرأس يمكن أن يقود لشعر جميل صحي وطويل ولامع. ولم يجد هؤلاء العباقرة وسيلة لتدليك فروة الرأس الا عن طريق الهرش.. نعم الهرش.. ولم تسعفهم أفكارهم لطريقة للهرش الا بزرع حشرة القمل المقززة في الشعر حيث تبدأ في التناسل وامتصاص تغذيتها من فروة الرأس مما يهيجها فيدفع الانسان الى الهرش الدائم والمستمر طوال ساعات الليل والنهار. وهكذا يتم تدليك فروة الرأس مما يؤدي الى جمال الشعر وتطويله كما يعتقدون. لكن كيف يمكن الحصول على هذا القمل؟ لم يغلب العباقرة، فهو يباع عند العطارين.. نعم العطارين.. حيث يمكن الحصول على أسراب القمل مقابل المال!! يا للقرف.. ولا أعرف ردة فعلكم على هذا العلاج الرهيب.
أما العلاج الثاني المقزز والمقرف، فهو حبوب لخفض الوزن تحتوي على بيوض ديدان تصيب الانسان بسوء التغذية والهزال وفقد الوزن.. هل رأيتم عبقرية أكثر من هذا؟
قياسا على ما سبق قررت أن أهدي هؤلاء القوم علاجات مبتكرة لخفض الوزن.. أولا علاج التمساح.. وهو علاج بسيط لا يتكلف الا رحلة الى بحيرة ناصر بأسوان ثم النزول الى الماء حيث تكثر التماسيح العملاقة، وفي قضمة واحدة قد يخلص التمساح الشخص السمين الذي يرغب في العلاج من ساق يبلغ وزنها حوالي 20% من وزنه، ولا داعي للتعب والمعاناة مع بيوض الديدان. أما العلاج الثاني فهو علاج القرش، وهذا يتكلف رحلة أبعد قليلا الى شواطيء الكاريبي أو استراليا حيث يكثر القرش الأبيض الفتاك، الذي يمكن أن يخلص الانسان من 50% من وزنه، وقد يخلصه من هموم الدنيا كلها في نفس القضمة.
وهناك علاج بسيط يسمى علاج قطار السكك الحديدية، لكني لن أشرحه لكم الآن لأن فرصة البقاء على قيد الحياة بعد التعامل معه ضئيل للغاية.
يا من تبحثون عن العلاج بالديدان والقمل، لماذا لا تفكرون في البحث عن سبب المشكلة وحلها من الجذور؟ فعلاج السمنة مثلا (وهو الموضوع الأثير لموقعنا)لا يكون بالاصابة بهزال الأمراض الطفيلية، لكنه يكون بتنظيم الغذاء والحياة باعتدال وترتيب، فهل يعقل الغافلون؟